فرض أول أسدس ثان
النص: الحداثة والحداثة العربية
الحداثةُ في المجتمع العربي إشكاليةٌ معقدةٌ، ولكني أودُّ أن ألجأ إلى شيء من التبسيط، فأقسم الحداثة إلى ثلاثة أنواع : الحداثةُ العلميةُ وحداثة التغيرات الثورية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والحداثة الفنية. علميا، تعني الحداثة إعادة النظر المستمرة في معرفة الطبيعة للسيطرة عليها، وتعميق هذه المعرفة وتحسين باطّراد. ثوريا تعني الحداثة نشوء حركات ونظريات وأفكار جديدة، ومؤسسات وأنظمة جديدة، وتؤدي إلى زوال البنى التقليدية في المجتمع وقيام بنى جديدة. وتعني الحداثة فنيا، تساؤلا جذريا يستكشف اللغة الشعرية ويستقصيها، وافتتاح آفاق تجريبية في ممارسة الكتابة، وابتكار طرق للتعبير تكون في مستوى هذا التساؤل. وشرط كل هذا، الصدور عن نظرة شخصية فريدة للإنسان والكون. تشترك مستويات الحداثة هنا مبدئيا بأنواعها الثلاثة، في خصيصة أساسية وهي أن الحداثة رؤيا جديدة، وهي جوهريا، رؤيا تساؤل واحتجاج: تساؤل عن الممكن، واحتجاج على السائد. فلحظة الحداثة هي لحظة التوتر أي التناقض والتصادم بين البنى السائدة في المجتمع، وما تتطلبه حركته العميقة التغيرية من البنى التي تستجيب لها وتتلاشى معها، غير أن السؤال الذي يطرح بعد هذا التحديد هو: ما مدى حضور هذه المستويات، وما مدى فاعليتها في الحياة العربية؟ إن نظرة تحليلية سريعة تكفي للإجابة. فليس في المجتمع العربي حداثة علمية. وحداثة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هامشية، لم تلامس البنى العميقة. لكن مع ذلك، وتلك هي المفارقة، هناك حداثة شعرية عربية. وتبدو المفارقة كبيرة حين نلاحظ أن الحداثة الشعرية في المجتمع العربي تكاد أن تضارع، في بعض وجوهها الحداثة الشعرية الغربية. ومن الطريف أن نلاحظ في هذا الصدد، أن حداثة العلم في الغرب متقدمة على حداثة الشعر، بينما نرى على العكس، أن حداثة الشعر في المجتمع العربي، متقدمة على الحداثة العلمية - الثورية. ويرجع سبب ذلك في نظرنا، إلى أن هذين المستويين الأخيرين يعنيان بتغيير الواقع، ومن ثم، فالصعوبات والمعوقات أمامها أكثر بكثير منها أمام مستوى الحداثة الفنية الذي لا يعنى بتغيير الواقع إلا بشكل مداور. ولهذا نرى أن إمكان التغير على هذا المستوى. أسرع وأسهل، وليس من الضروري أن يرتبط عكس أو طردا بالمستويين الأولين.
علي أحمد سعيد (أدونيس)، بيان الحداثة، مجلة مواقف اللبنانية، العدد 36 ص 135 وما بعدها بتصرف
الأسئلة:
أولا مكون النصوص:
I- الملاحظة
1- انطلق من العنوان والمصدر وحدد فرضية النص!....................1ن
II- الفهم
2- اشرح: إعادة النظر، باطّراد، نشوء، جذريا. ....1.5ن
3- وضح جوهر الحداثة !........1.5 ن
III- التحليل
4- يضم النص تقسيما للحداثة، وضحه من خلال جدول واصف !. ........................2ن
5- يقوم الحجاج على الأطروحة والأطروحة النقيض، استخرجهما من النص!............1ن
IV- التركيب
6- ناقش فكرة الكاتب حول الحداثة العربية في مختلف المجالات !.............................3 نقط
ثانيا مكون علوم اللغة:
7- أوجد مصادر الأفعال الآتية وبين وزن المصدر: تفاءلَ، استقبل، تغلْغلَ، عزف……......2ن
8- بين عمل المصدر في الآية الكريمة: " وَحَرّموا ما رزقهُمُ الله افتراءً على الله" الأنعام 140................1ن
ثالثا مكون التعبير والإنشاء:
تحدث عن الحداثة العلمية موظفا مختلف الروابط التي درستها في مهارة الربط بين الأفكار.......6 نقط