ندوة قصة أونلاين تستضيف القاص التونسي إبراهيم درغوثي، لمناقشة قصته "لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟"
الكاتب إبراهيم درغوثيتقرير : مريم الرامي ورضا حماني من مسلك باكالوريا آداب وعلوم إنسانية، السنة الثانية، بثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية بوجدة.
* تقرير مريم الرامي
* ندوة دراسية لقصة الكاتب ابراهيم درغوثي:
"لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟"
بعد مرورها من قالب كلاسيكي يخضع لتقنيات معينة إلى قالب حديث يعتمد أساسا على التجريب، أصبحت القصة تعطي أهمية للمتلقي وتضعه في دائرة من الحيرة والقلق والإرتباك، فتجعله يسافر عبر الزمن وينتج معناه الخاص، هذا الأمر الذي أخد الكثير من الكتاب في درب من التساؤل حولة قصة الروائي والقاص التونسي الأستاذ *إبراهيم درغوثي*، وهي بعنوان "لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ "، من "المجموعة القصصية "النجوم التي انكدرت".
كانت هذه القصة مصدر إستفزاز نقدي وبحث للنقاد في أمسية البرنامج "صدى ذاكرة القصة المصرية"، قصة أولاين، الخميس 31 مارس 2022.
افتتحت الأمسية الأدبية الفنية الأستاذة *مرفت ياسين* التي قدمت لمحة عن الكاتب *ابراهيم درغوثي* وبضعا من أعماله الفنية المتنوعة بين القصة والرواية والترجمة، بالإضافة إلى الفكرة العامة للنص الذي يعتمد أساسا على فكرة التناسخ، ويرتكز فيها السرد على الأسطورة الفينيقية، فترى مرفت أن الكاتب طوال كتابته يريد أن يوضح فكرة تناسخ الأرواح¹ وقالت الأستاذة ميرفت إنه على الأرجح يؤمن بها، لتعطي بعد ذلك الكلمة للناقد والدكتور *محمد سمير عبد السلام* الذي أشار لبضع نقاط منها التواصل والأسطورة والتجريب وإلى التفاصيل الصغيرة المهمة لحد ما في التحليل، ثم الناقد والدكتور *سيد وكيل* الذي أوضح أن المسلمة التي يتكىء عليها النص نقيضها الفناء ومفادها أن الروح التي تسكن الإنسان خالدة، بينما الأجسام تفنى والتي آمنت بها ديانات عديدة، فأعطى مثالا للوثنية والإبراهيمية واختلاف كل واحدة منهما في المعتقد، فالبنسبة له الكاتب خاض مغامرة كبيرة في الإنطلاق من العالم الحالي الإفتراضي إلى التاريخ المسكوت عنه، والتنقل في الزمان والمكان هو مفتاح هذه القصة من خلال قصة حب.
لتعطي بعد ذلك الكلمة للأديب والأستاذ *عبد القهار الحجاري* الذي سلك منحى أخرا بعيدا عن البحث أو تفسير الأحداث والمقصدية بدافع ترك الكاتب جانبا والتعامل بموضوعية؛ لأن هذا هو الأهم فيرى أن هذا العمل تميز بميزتين: عمق التجريب وتوظيف الأسطورة والخرافة والرمز والتي تذكرنا بالحداثة الشعرية التي سلكت استراتيجيات متعددة للانقلاب على القالب التقليدي الشعري.
وانقسم تحليل الناقد عبد القهار الحجاري إلى قسمين: الخطاطة السردية والبنية العاملية، وهي منجزات علم السرد الحديث:
تكمن الخطاطة السردية في وجود قصة داخل قصة، الأولى هي القصة المباشرة التي تحدث في زمن السرد نفسه، التي يحاول فيها البطل اقناع حبيبته في أن حياتهما وحبهما ليسا وليدة اللحظة، والقصة الثانية هي الأسطورة؛ الفينيقية التي أحبها البحار الذي كان مصيره الموت ، ليلخص في الأخير أن الكاتب احترم الرتبة السردية ظاهريا فقط، لكن في المضمون قام بتكسير الزمكاني وتنويع وجهة النظر، بعد ذلك أعطى الشكل النهائي للبنية العاملية:
الذات: البطل
الموضوع: الحب وتحقيق السعادة والإلتئام
المرسل: الحاضر
المرسل إليه: الماضي ( والتي بينهم تواصل مستمر)
المساعد: اللقاء بين البطل والمرأة
المعارض: التساؤل والإنكار وعدم التصديق
[أوليس العمر مرة واحدة يا سيد الخرافات الجميلة...]
ويقوم الناقد إجمال البرنامج السردي في نقطتين :الحكي _الإقناع.
لتقوم بعد ذلك المقدمة مرفت بإعطاء الكلمة للناقدة والأستاذة *عبير سليمان* التي جعلتها هذه القصة في حالة دهشة وذهول لأنها تنطق بالمشاعر الحية، فبدأت تحليلها بسرد أحداث القصة وتفسيرها نوعا ما، ثم الإنتقال إلى الناقذة *نرمين دميس* التي تقر بأن النص يعج بالإسهاب البلاغي كما قال الناقد سيد الوكيل وبالاستعارات التي بقيت كحاجز بين القارئ والنص فيصعب فهمه، وتميز هذا النص أيضا بأسلوب استفهامي مباشر حيث قسمت ثلاثة نقاط:
1-سحر بلغة الأساطير وصولا إلى المغزى الحقيقي
وترى بأن صوت الكاتب كان واضحا في هذا المقطع بقوله:[قل لها أولا إنك تؤمن بتناسخ الأرواح...]
2-أن البطلة تمثل القارئ بتساؤلاتها المنطقية
3-النهاية الي تمثل الفراق الذي سيحدث من جديد واليقين في لقاء مرة أخرى، بالإضافة إلى خوف الحبيب من قيام القيام .
فلاحظت أن الكاتب من خلال كتاباته يقصد تماما ما يطرح ويفتح الباب عن قضايا شائكة ومسكوت عنها.
وأخيرا ختاما مع كلمة للدكتور *مصطفى الضبع* الذي فرح كثيرا وهو يستمع لتجربة صديقه القديم *درغوثي*،والذي قدم بدوره لمحات خفيفة عن مجموعة من الأعمال له وعن التجارت التي ضمتهم، والذي يرى أن القصة لهذا اليوم لا تقيم شيئا بجانب أعماله الأخرى الأكثر أهمية وجدلية جعلت من الأشياء{ الأماكن والتقاليد..} كتابة سردية مائزة، وتحدث أيضا عن تجربته كقارئ للكاتب *إبراهيم درغوثي*، معجب بكيفية كتابته لنصوصه التي تجري فيها نبضات الوصف الأشياء القديمة كأنها لازالت تنبض بالحياة الآن.
--------------------------------------------
¹تناسخ الأرواح : وهو رجوع روح الشخص المتوفى إلى الحياة في جسد آخر.
مريم الرامي
---------------------------------------------
* تقرير رضا حماني
رضا حماني